ترندينغ

إيران تصبح السوق الأكثر نشاطا في صناعة المياه النووية

تقف إيران اليوم في دائرة الضوء الدولي ليس فقط لبرنامجها النووي المثير للجدل، بل لتفوقها في إنتاج أحد أكثر المركبات الكيميائية خصوصية وأهمية – الماء الثقيل- مدعمة إنتاجها بإعلان الجودة العالية التي تضعها في صدارة العالم.

ما هي المياه النووية الثقيلة التي تبيعها إيران للعالم أجمع؟

الماء الثقيل، بتركيبته الغنية بذرتي ديتريوم بدلا من الهيدروجين العادي، يصبح له دور منفرد في عالم المفاعلات النووية، والذي يسهم في تبريدها وتنظيم العمليات النووية كوسط معتدل للنيوترونات. رمزه الكيميائي هو (D2O).

على الرغم من شحة كميته وتعقيد عملية تصنيعه، حيث يتطلب قدرا كبيرا من الدقة والخبرة العلمية، تمكن طهران من أن تكون رائدة في صناعته، بل وأصبح ما تنتجه من الماء الثقيل هو من بين الأفضل في العالم، مع العلم أن الكمية التي تم إنتاجها عالميا حتى عام 1991 لم تتجاوز الـ30 ألف طن.

بالنظر إلى الاستخدامات الأخرى للماء الثقيل، فإننا نجده يدخل في مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة كالألياف الضوئية، صناعة الأشباه موصلات، الأجهزة الطبية وحتى التعدين – مما يجعله مركبا بارزا في مختلف مجالات الابتكار والصناعة.

ولم تكتف إيران بالإنتاج فحسب، بل تخطط لاستخدام الماء الثقيل في تطوير مستحضرات صيدلانية إشعاعية وفي صناعة الأدوات الطبية المتطورة. هذا التطور يعكس مدى التكامل بين الطاقة الذرية وقطاعات أخرى حيوية، مثل الطب والبحث العلمي، في إيران.

وفي بادرة تكشف مدى الحاجة العالمية لهذا المركب، تعاقدت الولايات المتحدة الأمريكية لشراء الماء الثقيل من إيران، سالكة مسارات غير مباشرة لتجنب العقوبات المفروضة عليها، مما يسلط الضوء على التعقيدات في العلاقات الدولية وحاجة الدول لمواصلة برامجها العلمية والتقنية.

تظل مسألة الماء الثقيل في إيران، معادلة معقدة تثير أسئلة حول الحق في التقدم العلمي والتكنولوجي مقابل مخاوف الاستغلال في المجالات غير السلمية. بينما تتابع طهران تأكيد ريادتها في هذا المجال، يلقي العالم نظرة حذرة وملؤها الاهتمام نحو النوايا والأساليب التي سيتم بها استخدام هذه التكنولوجيا.