ترندينغ

العنود رحمها الله: قصة الأميرة التي كانت سبب بركة السعودية

تحيي المملكة العربية السعودية ذكرى وفاة الأميرة العنود رحمها الله، التي انتقلت إلى مثواها الأخير في شهر يناير منذ 17 عاما في هذا الوقت من العام. كانت خيرا وبركة للسعودية وللمحتاجين قبل رحيلها وبعده، وتركت أثرا إيجابيا يظل حاضرا حتى يومنا هذا.

ببالغ الحزن والوداع، نترحّم على الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود – رحمها الله – زوجة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله. انطلقت وصيتها في الخير والتطوير، حيث كلَّفت ثلث إرثها لتحقيق أوجه الخير وخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال إنشاء مؤسسة العنود الخيرية.

لقد أثارت هذه الوصية استحسانًا وترحيبًا واسعين، لا يقتصر فقط داخل المملكة العربية السعودية بل امتد إلى جميع دول العالم العربي، نظرًا لحجم الثروة التي تبرعت بها وللخطة الواضحة لتنفيذ الوقف، التي حققت أهدافًا ذات صلة بالتنمية البشرية.

تعتبر وصية الأميرة العنود مبادرة خيرية فريدة، أُعدت في عام 1387هـ وهي في الـ27 من عمرها، انطلقت من إيمانها الراسخ بأهمية الوقف الخيري في دعم التنمية والعمل الخيري، وتحقيق تقدم المجتمع ورفاهيته.

صور من طفولة الأميرة العنود رحمها الله

نجاح مؤسسة العنود الخيرية

في سنوات مضت، توجهت الأنظار نحو مؤسسة العنود الخيرية، حيث نتابع بشغف مسار تنفيذ الوصية الاستثنائية. نطلب من الله أن يوفق هذه المؤسسة في مهمتها خلال عامها الـ22، وأن يسددها لتحقيق التطوير في بناء الإنسان وتعزيز مكانة وطننا في العالم.

نجاح مؤسسة العنود الخيرية خلال السنوات الماضية يعكس التفاني والإصرار على تحقيق أهدافها. بتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية، وتقديم الدعم للفئات المحتاجة، أصبحت المؤسسة نموذجًا للتنمية المستدامة والإسهام الإيجابي في المجتمع.

تأثير المؤسسة تجاوز الحدود المحلية، حيث نجحت في تحقيق تأثير إيجابي في مجالات متعددة. من خلال توجيه الانتباه إلى القيم الخيرية وتمكين الشباب، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاعات العامة والخاصة، أسهمت المؤسسة في تغيير إيجابي في حياة الناس.

تجاوزت مؤسسة العنود الخيرية التحديات وحققت نجاحات كبيرة في مجالات الدعوة والتوعية، وتنمية المهارات والتدريب. قدمت الدعم للفقراء والمحتاجين وأسهمت في بناء مساجد ومراكز تحفيظ القرآن، ونفذت العديد من الأنشطة التطوعية.

نتقدم بالشكر الجزيل إلى فريق مؤسسة العنود الخيرية على جهودهم الرائعة والتزامهم بتحقيق الرخاء والخير في المجتمع. إن نجاحاتهم هي إشارة إلى الإمكانيات الكبيرة التي يمكن تحقيقها عندما يتحد الناس للعمل من أجل الخير وتحسين الحياة للجميع.

لقد كان رحيل الأميرة العنود فقدًا كبيرًا للمجتمع، ولكن إرثها الخيري سيظل خالدًا، يعكس التزامها الراسخ بتحقيق الخير وتطوير المجتمع.

منجزات الأميرة العنود رحمها الله

أحرزت إدارة الدعوة والوصية في مؤسسة العنود الخيرية خلال الفترة الزمنية الممتدة لواحد وعشرين عامًا منذ تأسيسها وحتى اليوم، إنجازات عديدة في مجال المشاريع الخيرية. ومن بين هذه الإنجازات، تم توزيع 325,000 سلة رمضانية، وتقديم حوالي 8,740,000 عبوة مياه للصائمين. كما تم دعم 50 داعية للدعوة إلى الله، وشيدت 17 مسجدًا وجامعًا في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى إنشاء 30 مركز تحفيظ للقرآن. ونظم المركز 94 دورة علمية وعددًا من الأعمال الخيرية الأخرى.

وفيما يتعلق بمراكز التمكين، قدمت أكثر من 200,000 ساعة تطوعية من خلال 425 نشاطًا تطوعيًا في مركز العنود لتنمية الشباب “وارف”. ونفذ مركز العنود لتنمية الأسرة والطفل “شدن” 1,241 دورة تدريبية، استفاد منها 68,843 فردًا.

وتمكن مركز العنود الدولي للتدريب، بالتعاون مع 397 مدربًا، من تحقيق نجاحات ملموسة، استفاد منها 13,657 شخصًا.

ومن المخطط لهذا العام تشغيل فندق ميركيور العنود، وإقامة جامع للأميرة العنود في أوغندا، واستثمار في فندق ثلاث نجوم (ibis) بالتعاون مع مجموعة أكور الفندقية، إضافة إلى إطلاق الزمالة الأوروبية العربية في الاتصال من أجل التنمية، وإنشاء مركز العنود للإدمان الرقمي.

العنود رحمها الله: عاشت بعد أن ماتت

في اجتماع أخير لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية، استعاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وأعضاء المجلس، ذكريات ووقائع والدتهم الفقيدة، رفيقة درب العظيم الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله -، خلال افتتاح معرض العنود الدائم.

حيث تم التأمل في تلك اللحظة الخاصة أمام الإطار الزجاجي الذي يحتوي على أغراض شخصية تعكس تاريخها. كانت هذه لحظة مليئة بالمشاعر، حيث تجتمع فيها الفخر والحزن، ففخر بتربية هذه الأميرة العظيمة ذات الأخلاق النبيلة، وحزن على رحيلها الذي لا يزال يؤثر في قلوبهم.

يعبر سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأميرة العنود الخيرية ومؤسسة العنود للاستثمار العشري، عن شكره الدائم وامتنانه لله سبحانه وتعالى على تنفيذهم لوصية والدتهم الكريمة الراحلة، سمو الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود رحمها الله.

يُؤكد سموه أن التفاني في خدمة المصلحة العامة هو جزء من تراثهم الذي ورثوه من قادتهم، بدءًا من المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ومرورًا بالملك سعود والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله – رحمهم الله -، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

نرفع دعواتنا إلى الله أن يتغمد الأميرة العنود برحمته ويسجل اسمها في سجل الخالدين، تقديرًا لتضحياتها وخدماتها الجليلة لوطنها وشعبها وللإنسانية.

زورونا يوميا للاستفادة من المحتوى المتنوع والمثير الذي نقدمه لكم، كما يمكنكم متابعة حساباتنا عبر تيليغرام وعبر تويتر أيضا.