سياسة

فلسطين بعد الاعتراف الأوروبي: هل إدانة إسرائيل أصبحت سهلة؟

في المشهد السياسي الدولي، تتسم القضايا العربية بتعقيدات تاريخية وجغرافية بالغة، وفي قلب هذه القضايا يتربع ملف القضية الفلسطينية كأحد أهم المواضيع على الساحة العالمية.

المبادرة الأوربية تغضب تل أبيب

في خطوة تاريخية، أعلنت 3 دول أوروبية، أنها ستعترف بفلسطين كدولة، قبل نهاية مايو الجاري، وقالت أخرى مثل سلوفينيا ومالطا أنها مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية قريباً.

وسبقت المبادرة الأوروبية خطوة قضائية تاريخية أيضاً تمثلت بإعلان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان تقديم طلب إلى المحكمة لإصدار مذكرات توقيف دولية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم تشمل التجويع والقتل العمد والإبادة والقتل.

وبينما تعطي خطوة الاعتراف الأوروبي الثلاثي بدولة فلسطين زخماً لدول أخرى بالاتحاد لتحذو حذوها نحو الاعتراف بفلسطين وبالتالي اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه التصرفات الإٍسرائيلية، طرحت تساؤلات بشأن الآثار القانونية للخطوة الأوروبية في الأمم المتحدة ومدى فاعليتها تجاه إقامة دولة فلسطينية حقيقية مكتملة السيادة.

ويمثل هذا الاعتراف خطوة هامة نحو تمكين دولة فلسطين من الحصول على صفة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، ويعزز شرعية دولة فلسطين، مؤكداً سيادتها واستقلالها، ومكانتها السياسية على الصعيد العالمي.

كما يمكن له أن يؤدي إلى مزيد من الدعم الدبلوماسي، حيث تقدم الدول دعماً سياسياً، ودعماً في المنتديات الدولية، وتصويتاً على قرارات مناصرة في المنظمات الدولية.

لاسيما أن فلسطين تواجه تحديات سياسية ودبلوماسية، بالخصوص معارضة الولايات المتحدة بسبب دعمها القوي لإسرائيل والصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، الذي يؤثر على استعداد بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لدعم طلب عضوية فلسطين.

وهنا كان لسفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة الرأي حيث اعتبر أن أهمية الاعتراف تكمن من أنه أوروبي وخطوة أساسية تُمهّد نحو اعترافات أوروبية أخرى.

لكنه لفت إلى أن هذا الاعتراف سيكون كرة ثلج على رغم الاعتراض الأميركي والضغط الاسرائيلي، خصوصا وأنه أتى نتيجة الإجرام الإسرائيلي في غزة وتطرف السلطة بتل أبيب، وفق قوله.

كما تابع أن وقف الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بعد أكثر من 70 عاماً لا يمكن أن يتم إلا عبر حل الدولتين.

وأشار السفير طبارة إلى أن النجاح الأساسي لعملية طوفان الأقصى أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات الدولية بعدما غابت لسنوات عنه، حيث بات اهتمام المجتمع الدولي اليوم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عبر إرساء حل الدولتين.