كيف تساهم البلوكتشين في أبحاث إطالة العمر؟

كيف تساهم البلوكتشين في أبحاث إطالة العمر؟

يعلم الكثير منا أن البلوكتشين هي تقنية خاصة بعالم العملات الرقمية، بينما يعلم القليل عن جوانب استخدام أخرى لهذه التقنية المفيدة. ويشغل تفكير البشر والعلماء، كيف يمكن لنا أن نعيش أطول فترة ممكنة بعيدا عن الإصابة بالشيخوخة التي يرونها مرضا، وإنما تكون حدث طبيعي وجزء من مرحلة حياة كل كائن حي. فقد تصبح البلوكتشين حلا لزيادة عمر الإنسان.

ويسعى العلماء جاهدين اليوم، لتغيير آلية التعامل مع الشيخوخة، ومعرفة المراحل التي يمر بها الجسم فيزيولوجيا، والتي من خلالها يجري التقدم بالعمر اعتماداً على المؤشرات الحيوية لقياس العمر البيولوجي، وتحديد نمط الحياة الطبيعي والأفضل للإنسان، مع محاولة ابتكار أدوية تستطيع منعنا من التقدم في السن.

وشغل هذا الموضوع العديد من قائدي سوق العملات الرقمية، والتي تعتبر جزءاً من عالم الصناعة، فقد تم تنظيم حدث خاص بأبحاث طول العمر، ويجمع هذا الحدث البارز مستثمري طول العمر خلال مؤتمر، قام بتنظيمه مارك بيرنيجر وتوبياس رايخموث، اللذان شاركا من قبل في مجموعة Crypto Finance.

ما هي صلة الوصل بين بلوكتشين وأبحاث إطالة العمر

أشار المشاركون في لجنة Crypto meets longlifeity، خلال أحدث مؤتمر لمستثمري طول العمر تم عقده في سبتمبر 2022، أن كل من مجال العملات الرقمية وطول العمر، يعتبران مجالان استثنائيان يتحديان المعايير المنطقية المعمول بها.

وتشير أوبري دي غراي، الكاتبة الإنجليزية وعالمة الطب الحيوي المتخصص بالشيخوخة، إلى تشابه عقلية مبتكري العملات الرقمية وأدوية طول العمر، إضافة إلى أن كليهما مرتاح في أعماله وأبحاثه، رغم وجود كليهما في منطقة لم تألف بعد هذه التقنيات الحديثة.

ويضيف ريان بايل، مؤسس شركة Maine Investments للعملات الرقمية، مؤكداً على أن مرحلة تطوير تقنيات إطالة العمر الحالية، تذكره بحال سوق العملات الرقمية عند انطلاقه عام 2013، ويرى أنه لا يمكن التنبؤ بالحال التي سيؤول إليها كلا المجالين مستقبلاً خلال السنوات القليلة القادمة.

ويرى بيرنيجر أن صناعات إطالة العمر لا تزال في مراحل مبكرة، وتعتبر مرحلتها الحالية جذابة وبشكل مثير للعديد من المستثمرين، مقارنة بالوضع التي مرت فيه البيتكوين خلال الفترة نفسها في البدايات، وبالتالي ومن خلال المفارقة بين المجالين، ندرك أن التكاليف المادية ليست كافية للازدهار أو عكس ذلك، بل توجد إمكانات أساسية لكل تقنية ترتبط بطبيعتها وحالتها الفكرية التي تختلف مع تعدد وجهات النظر للبشر.

ما الذي يمكنه لبلوكتشين تقديمه لأجل الوصول لإكسير الشباب

يكون بيرنيجر قليل التفاؤل بشأن مستقبل تقنية بلوكتشين وإمكانية تطبيقها على مجال معقد آخر، فإنه لمن الصعب الجمع بين مجالين مثيرين كالبلوكتشين وطول العمر في حالتنا هذه، وشخصياً هو يفضل التركيز على الجانب التمويلي، وتقليل الاهتمام بالجانب التقني دون إهماله، فالعديد من المشاريع المرتبطة بالعلوم اللامركزية تكون مثيرة وذات إمكانات هائلة، لكن سيستغرق الأمر الكثير من الوقت لنرى منتجات ذات أثر ملموس تملك القدرة على حل مشكلات حقيقية في عالمنا الواقعي.

ويختم حديثه بالإشارة إلى أن تطوير كلا الصناعتين، قد تواجه تأخراً أو تعثراً في بعض المراحل، وذلك بسبب الامتثال للمسؤولين القانونيين الذين يراقبون التجاوزات والتعارض مع الأعراف العامة، ويتكفلون بحماية المستفيدين من تلك الصناعات، وبتعبير آخر… يمكن اعتبارهم غلاف الأمان للوضع الراهن.

لم تشهد الأبحاث المتعلقة بطول العمر العديد من حالات الارتباط بتقنية بلوكتشين أو استخدام فاعل لها، وذلك يعود إلى أننا في المراحل الأولى من تطوير هذا الارتباط. وقد يكون معرفة إمكانيات تقنية بلوكتشين التي ساهمت في حل فعلي لعدة مشكلات، سبباً في توسيع آفاق التفكير لدى المعنيين بأبحاث تطوير تطبيقات إطالة العمر، في سبيل الوصول إلى ربط مشترك بينها وبين البلوكتشين، يقدم للبشرية معجزة علمية بحق.

ما علاقة بلوكتشين بالحمض النووي؟

يوجد حالة استخدام واحدة مشتركة بين بلوكتشين وأدوية إطالة العمر، وذلك وفق ما ذكرته كلير كوي مستشارة بلوكتشين:

“إن ما وصلت إليه أسواق العملات الرقمية اليوم، ما هو إلا نتاج الإمكانات المرتبطة بتقنية بلوكتشين، التي قامت بحل العديد من المشكلات التي يواجهها الناس بشكل يومي وروتيني، مثل خصوصية البيانات والمالك الحقيقي لها.

هنا نصل لمفترق طرق، يشعر فيه الناس بحيرة وفضول شديدين. وبالانتقال للمجال الطبي، فالأمر يصبح أكثر تشويقاً وحساسية، فالبعض لا يفضل تسريب معلوماته الفيزيولوجية المرتبطة بالحمض النووي، عبر السجلات الصحية المرتبطة بالأبحاث أو التقنيات التي قد نصل لها مستقبلا”.

وبالنظر للموضوع من منحى إيجابي، يمكن للمستخدمين الذين يستخدمون تقنيات بلوكتشين الحديثة من أجل الحصول على معلومات الحمض النووي خاصتهم، أن يقوموا بمشاركة سجلاتهم الصحية مع شركات الأبحاث مقابل عائد مادي، الأمر الذي يفتح مجال استثماري جديد وثوري ومبتكر.

التطبيقات اللامركزية استطاعت تمويل مشاريع تصنيع الأدوية

ونذكر وجود تطبيق لبلوكتشين لصناعات الأدوية، ألا وهو المنظمات المستقلة اللامركزية DAOs، وعلى سبيل المثال نذكر منصة VitaDAO، التي تعتبر منصة لامركزية تقوم بتطوير الأدوية من قبل المجتمع المحلي والجهات اللامركزية، حيث تقوم المنصة بدعم الأبحاث وتمويلها من خلال العملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs.

وفي هذا السياق يتحدث كريستيان أنجرماير، مؤسس مجموعة أبيرون للاستثمار، حول اعتقاده أن تقنية بلوكتشين يمكن أن تقدم جانب عملي مهم، يكون عبر التأكد من إمكانية تعاون البشر مع الجهات العلمية في أبحاثها إلى حد ما، وبالتالي تحصيل المشاركين لحقوقهم من هذه الأبحاث والاستفادة من مخرجاتها، كلٌ حسب مشاركته.

ولا تزال تقنيات إطالة العمر في مراحلها الأولى، لذلك سنكون على موعد مع كثير من الحماس والإثارة بخصوص مستقبل هذا المجال، وما الذي يمكن أن نصل إليه بالتعاون مع تقنية البلوكتشين المميزة، التي استطاعت حل عدة مشكلات.

كاتب وصحفي ومدقق، ومهتم بالعملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكتشين وكل ما يتعلق بها منذ عام 2013 ومؤسس موقع النادي العربي ومواقع أخرى.
يمكن أن يعجبك أيضا
الرئيس التنفيذي لمنصة CoinEx يكشف عن خطط نمو على المدى الطويل
أهم سلبيات تحديث الإيثيريوم؟
انخفاض غير متوقع في سعر الإيثيريوم رغم تدشين ETF
مؤسس بينانس 2
بينانس تواجه دعوة قضائية جديدة… إليك التفاصيل

أضف تعليق