تكنولوجيا

كيف تهدد جريمة الابتزاز الجنسي الإلكتروني حياة المراهقين؟

تزايدت حالات الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت بشكل ملحوظ حول العالم، مما جعلها واحدة من أكثر المخاطر التي تهدد الشباب في مرحلة المراهقة، فما هي جريمة الابتزاز الجنسي الالكتروني؟ وكيف تهدد حياة المراهقين؟

الابتزاز الجنسي الإلكتروني

الابتزاز الجنسي (Sextortion)، هو نوع من الجرائم الإلكترونية التي يقوم فيها مجرمو الإنترنت بعملية تهديد صريحة للكشف عن معلومات حميمة عن الضحية ما لم يدفع المال إلى المبتز، وفي هذا العصر الرقمي قد تتضمن المعلومات مقتطفات من الرسائل النصية، والصور الشخصية وحتى مقاطع الفيديو.

ففي الولايات المتحدة، رُبطت هذه الجريمة بأكثر من 27 حادثة انتحار، ويظهر أن عددا كبيرا من الجناة ينحدرون من نيجيريا، مما يضع السلطات هناك تحت ضغط متزايد لتعزيز إجراءاتها في محاربة هذا النوع من الجرائم.

ما هي قصة جوردان؟

قبل عامين، انتحر جوردان بوتا، ابن جين بوتا، بعد أن وقع ضحية لمحتالين استدرجوه عبر الإنترنت لإرسال صور فاضحة له، ثم حاولوا ابتزازه ماليا.

,لم تستطع جين حتى الآن تغيير أي شيء في غرفة نومه، فكل شيء لايزال على حاله كما تركه جوردان.

وتقول جين:

“غرفته ما زالت تحتفظ برائحته، وهذه إحدى الأسباب التي تجعلني أغلق الباب، لست مستعدة للتخلي عن أشيائه”.

كيف يهدد الابتزاز الجنسي الإلكتروني العالم؟

تعرّض جوردان للابتزاز الجنسي عبر إنستاغرام، حيث تظاهر المحتالون بأنهم فتاة جميلة في عمره وأرسلوا له صورا جنسية لإغرائه بإرسال صور مشابهة.

ثم بدأوا في تهديده بنشر هذه الصور إذا لم يدفع لهم مبالغ مالية كبيرة.

وحاول جوردان إرسال أكبر قدر ممكن من المال، وحذرهم من أنه سينتحر إذا نشروا الصور.

ولكن، كانت ردودهم قاسية ومروعة: “جيد… افعلها بسرعة أو سأجبرك على ذلك”.

ومنذ بدء التواصل حتى انتحار جوردان، لم تتجاوز المدة الزمنية ست ساعات، إذ تقول جين: “هناك نصوص جاهزة على الإنترنت، وهؤلاء الأشخاص يتبعون هذه النصوص للضغط على الضحايا بسرعة”.

مساعي الجهود الأمنية لا تتوقف

تم تتبع الجناة إلى نيجيريا، حيث تم القبض عليهم وتسليمهم إلى الولايات المتحدة، وينتظر الأخوان صامويل وسامسون أوغوشي من لاغوس، الحكم بعد اعترافهما بتهم استغلال الأطفال جنسيا.

وفي الوقت نفسه، يواجه رجل نيجيري آخر، مرتبطا بحالة جوردان، قضايا مماثلة ويحاول مقاومة تسليمه.

وتعمل جين بوتا الآن كناشطة بارزة على تيك توك، مستخدمة الحساب الذي أنشأه لها جوردان، لزيادة الوعي بمخاطر الابتزاز الجنسي بين الشباب.

والجدير بالذكر بأن مقاطع الفيديو الخاصة بها حازت على أكثر من مليون إعجاب، مما يعكس حجم المشكلة وأهمية التوعية.

أرقام وإحصائيات الابتزاز الجنسي الإلكتروني

تشير التقارير إلى أن حالات الابتزاز الجنسي غير المبلغ عنها تتزايد بسبب طبيعتها الحساسة.

وارتفعت الحالات في الولايات المتحدة أكثر من الضعف العام الماضي لتصل إلى 26,700 حالة، مع تسجيل ما لا يقل عن 27 حالة انتحار بين الذكور خلال العامين الماضيين.

وتتركز الكثير من هذه الجرائم في غرب أفريقيا، وخاصة نيجيريا. وفي أبريل، تم اعتقال رجلين نيجيريين بعد انتحار صبي أسترالي.

وتواجه نيجيريا تحديات كبيرة في مكافحة هذا النوع من الجرائم، حيث أصبحت هذه الأنشطة شبه مألوفة بين الشباب.

نصائح للمستهدفين بالابتزاز الجنسي الإلكتروني

تواصل جين بوتا وزوجها جون ديماي، تقديم النصائح للشباب الذين قد يصبحون ضحايا للابتزاز الجنسي، وتشمل النصائح التي يقدمونها ما يلي:

  • تذكر أنك لست وحدك وأن هذا ليس خطأك.
  • أبلغ عن حساب المبتز.
  • احظر المبتز من الاتصال بك.
  • احتفظ بصور الملف الشخصي أو الرسائل كدليل يمكن للسلطات استخدامه.
  • اطلب المساعدة من شخص بالغ موثوق أو من سلطات إنفاذ القانون قبل إرسال المال أو المزيد من الصور.
  • التعاون مع المبتز نادرا ما يوقف الابتزاز والمضايقات، لكن السلطات يمكنها التدخل.

وبهذا نجد أن ظاهرة الابتزاز الجنسي الإلكتروني تشكل تحديا كبيرا للعائلات والسلطات على حد سواء.

ومع تزايد استخدام التقنية الحديثة، أصبحت هذه الجريمة أكثر تعقيدا وانتشارا.

ويبقى الأمل في أن تسهم جهود التوعية والتعاون الدولي في الحد من هذه الظاهرة وحماية الشباب من الوقوع ضحايا لها.