1445 هـ
رمضان كريم
2024 م

لماذا يصوم المسلمون في رمضان؟

هلال

إن الصوم مدرسةٌ إيمانية متكاملة تربي في المرء قيماً بالغة الأهمية، وفرض صيام شهر رمضان على أمة محمد في السنة الثانية من الهجرة بشهر شعبان، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته تسع رمضانات كاملة.

ولكن لا زال أطفالنا الناشئين يتسائلون: لماذا نصوم شهر رمضان، وما الحكمة من الصوم؟، نعرض لكم في هذا المقال أهم أسباب ودوافع صيام المسلمين لهذا الشهر الكريم.

امتثالًا لأمر الله تعالى

كونك مسلمٌ تؤمن بالله عز وجل وتقر بأن ديانتك هي الاسلام فذلك يتطلب منك الامتثال والاستسلام لأوامر الله تعالى وما جاء في شريعته، قال تعالى :

”إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون”

إن الله تعالى يحب الصوم والصوّامين


إن كل ما نفعله في الدنيا من طاعات هدفه التقرب إلى الله تعالى ورغبة منا في أن يرضى عنا ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى يحب الصوم، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

” قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”

الصيام حصن ضد الذنوب والمعاصي

يجد المرء نفسه في رمضان، أقل عرضة للذنوب و المعاصي ويلاحظ أن يومه الرمضاني عامرٌ بذكر الله وبقية الطاعات وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

” الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا”

طمعًا في دخول الجنة

خص الله تعالى باب الريان في الجنة لعباده الصائمين فلا يدخل منه غيرهم فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ”

الصيام شفيع للعبد

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ: الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ”

تعلم جهاد النفس ضد الهوى

فجهاد النفس أهم قيمة يجب أن يتعلمها المرء في حياته، والمسلم في نهار رمضان يمتنع عن شهواته من أكلٍ وشربٍ وشهواتٍ وإن كانت متاحةٌ لديه، كما أن من كمال صيام المرء أن يمتنع عن المعاصي وذنوب اللسان والجوارح، وبذلك ربّى المسلم نفسه في خلال الشهر الفضيل.

إن امتثال المرء لأوامر الله تعالى واستسلامه لما تفرضه عليه شريعته، يعد خير سببٍ لأداءِ هذا الركنِ العظيم كما أن الأحاديث الواردة فيما أعدّهُ الله للصائمين من أجرٍ وثوابٍ تُعَدُّ دافعًا عظيمًا للمسلم لصيام هذا الشهر الفضيل، بل وصيام التطوع بعده.

شاركها صدقة جارية

قد يعجبك أيضا

أضف تعليق