هيئة الأوراق المالية الأمريكية تتهم تيرا ومؤسسها بالاحتيال

قامت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية اليوم 17 فبراير، بتوجيه أصابع الاتهام ضد شركة تيرا فورم السنغافورية ومؤسسها دو كوون، واتهمتهما بارتكاب عملية احتيال تشمل عملات رقمية مستقرة وعدة عملات رقمية أخرى، بلغ مجموع ما كسبته منها عدة مليارات من الدولارات.

وبينت الهيئة بتغريدة عبر الحساب الرسمي لها على تويتر، الإتهامات الموجهة لشركة تيرا ومؤسسها وسببها كان كالآتي:

“لقد وجهنا اتهاماتنا اليوم لشركة Terraform Labs PTE Ltd ومقرها سنغافورة ومؤسسها Do Hyeong Kwon، بتدبير عملية احتيال في الأوراق المالية بالعملات الرقمية بمليارات الدولارات تتضمن عملات خوارزمية مستقرة وأوراق مالية أخرى تابعة للعملات الرقمية.”

ما هي تفاصيل دعوى لجنة الأوراق المالية؟ وكيف قامت شركة تيرا باستغلال مستثمريها؟

حسبما بيَّنت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، فقد جمعت واحتالت شركة تيرافورم ومؤسسها بمليارات الدولارات من المستثمرين بين أبريل 2018 ومايو 2022 قبل أن تنهار الشركة، وقاموا بذلك من خلال عرض وبيع مجموعة مترابطة من الأوراق المالية للعملات الرقمية، والتي تم إجراء معظمها في معاملات غير مسجلة.

تمت عملية الاحتيال حسب القضية المرفوعة من قبل هيئة الأوراق المالية، من خلال مقايضات قائمة على الأمان تهدف إلى دفع العوائد من خلال تكرار سعر أصول الشركات الأمريكية، أي عن طريق UST وهي أمان أصول للعملات الرقمية تُنسب إلى عملة رقمية مستقرة، وكان يجب أن تحافظ شركة تيرا على ربط عملتها (UST) بالدولار الأمريكي ،من خلال كونها قابلة للتداول مع واحدة أخرى من العملات الرقمية للمدعى عليهم تسمى LUNA.

وتم تضمين كل من هذه المعلومات في التحقيق، بالإضافة إلى ذلك تدَّعي لجنة الأوراق المالية أن شركة تيرا ومؤسسها قدموا وباعوا للمستثمرين طرقاً بديلة للمشاركة في أعمالهم الخاصة بالعملات الرقمية، من خلال عملات رقمية معروفة باسم MIR، بالإضافة إلى عملة لونا.

ووفقاً للدعوى القضائية التي رفعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات، فإن شركة تيرا ومؤسسها دو كوون أساؤوا تمثيل قيمة العملات الرقمية الخاصة بهم أثناء بيعها كأوراق مالية للمستثمرين، إذ روجوا لـUST على سبيل المثال باعتبارها عملة مستقرة تملك عوائد مالية مدعومة بسندات مصرفية، والتي من شأنها أن تقدم فوائد لحامليها تصل إلى 20٪ من خلال بروتوكول Anchor.

نهاية وخيمة كانت من نصيب المستثمرين في شبكة تيرا

وتضيف لجنة الأوراق المالية والبورصات كذلك، إن شركة تيرا ومؤسسها قد كذبوا وخدعوا المستثمرين، عندما روجوا لعملة لونا بقولهم إن تطبيق الدفع الكوري المعروف عبر الهاتف المحمول قد استخدم شبكة تيرا لتسوية المعاملات، الأمر الذي سيزيد من قيمة العملة.

فيما زعم المستثمرون أن شركة تيرا و مؤسسها دو كوون كذبوا عليهم فيما يتعلق بعملة UST أنها عملة آمنة ومستقرة، إذ وصل سعر UST والعملات الرقمية التابعة لشركة تيرا إلى الصفر تقريباً في مايو 2022، عندما تمت تصفيتها وإلغاء ارتباطها بالدولار الأمريكي.

ما تعليق المسؤولين في SEC على قضية شركة تيرا؟

علَّق المسؤول في هيئة الأوراق المالية Gary Gensler، أن شركة تيرا ودو كوون كذبو على المستثمرين بشأن عدد من العملات الرقمية، بما في ذلك عملة LUNA وTerra Dollar، ويدعي جينسلر أن المدعى عليهم ارتكبوا عملية الاحتيال من خلال استخدامهم لإقرارات خاطئة ومضللة ماديا تم تقديمها مرارا وتكرارا لحث المستثمرين على استثمار أموالهم في الشركة.

وقال جوربير غريوال، مدير التشريعات في SEC، إن القضية لا تُحمِّل المدعى عليهم فقط المسؤولية عن مشاركتهم في انهيار شركة تيرا، بل وتشتمل القضية دورهم بالتسبب بكثير من الأضرار الجسيمة لأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية والمؤسسية، إلى جانب دورهم البارز في زعزعة استقرار سوق العملات الرقمية، وأن المدعى عليهم التفتوا للأمور المادية وجمع الثروة، وأهملوا الجانب التطبيقي والاقتصادي والتنموي للمشاريع التي أشرفوا عليها، وبين بقوله:

“تهدف الدعوى القضائية على شبكة تيرا، بأن نظامها لا يمتثل لأساسيات ومبادئ المنصات اللامركزية، إلى جانب عدم جدارة نظامها المالي باستمرار العمل في سوق العملات الرقمية، أما بالنسبة لما يطلقون عليه بـ “العملة المستقرة”، والتي شهدت تدخلا من قبل المسؤولين في الشركة لتحديد قيمتها حسب أهوائهم وليس حسب طبيعة تداولها في السوق، فقد كانت في حقيقة الأمر وسيلة للاحتيال ليس إلا.”