مع اقتراب موعد الزيارة المهمة والمنتظرة لسلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، لدولة الكويت، تشهد السماء الكويتية استعدادات لافتة وحركة غير اعتيادية بتحليق مروحيات عسكرية تزينها الأعلام العمانية، لتصبح مشهدا رمزيا يجمع بين الأخوة والصداقة القوية التي تربط بين سلطنة عمان ودولة الكويت.
هذا المشهد الجوي الذي شوهد قبل يومين من الزيارة المرتقبة للسلطان هيثم حفظه الله، لا يُعد مجرد تحليق للمروحيات في الأجواء، بل يرمز إلى العلاقات الوطيدة والتقدير المتبادل بين الدولتين، ويعكس الاستعداد لاستقبال ضيف البلاد بكل حفاوة وترحيب.
زيارة استراتيجية في ظل تغييرات سياسية كبيرة تشهدها الكويت
وتأتي هذه الزيارة في ظرف يشهد فيه العالم الكثير من التحديات التي تحمل في طياتها بعدا دبلوماسيا هاما وتعبِّر عن تعزيز أواصر التعاون الثنائي، وخصوصا في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية.
كما تأتي الزيارة كفرصة لتعميق النقاش حول القضايا الإقليمية والدولية المشتركة وتوطيد العلاقات الكويتية – العمانية التي طالما كان لها دورها الفاعل في استقرار المنطقة.
ويؤكد الاستعراض الجوي بمروحيات تحمل العلم العماني على الاحترام المتبادل والتعاون المستمر بين البلدين، ويجسد الإخوة الخليجية التي تعتبر ركنا أساسيا في السياسة الخارجية لكلا الدولتين.
هذا وتُعلي الزيارة من شأن التواصل المباشر في رسم ملامح المستقبل للعلاقات بين السلطنة والدولة، في سياق ما يخدم الشعبين الشقيقين ويرسخ لمرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية الناجحة.
يشار إلى أن أمير الكويت بالأمس، الشيخ مشعل الأحمد الجابر، قام بحل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن 4 سنوات، مشيرا إلى أنه لن يسمح أن تُستغل الديمقراطية لتحطيم الدولة الكويتية، فالبعض تدخل في صميم اختصاصات الأمير وحقوقه الدستورية ولا يجوز التفريط في مصادر الثروة الوطنية، مؤكدا أن الفساد وصل إلى أغلب مرافق الدولة وبات من الواجب معالجته.
يمكن قول إن هذا التحليق ليس فقط استعراضا للقوة والتحالف، بل هو أيضا استعراض للمودة والتاريخ المشترك بين البلدين. وبذلك، يسعى الجميع لأن تثمر هذه الزيارة الكريمة أجود الثمار لكل من الكويت وعُمان، وأن تمهد الطريق نحو المزيد من التقدم والازدهار الذي ينشده كل منهما.
