في تطور غير مسبوق منذ 40 عاما، شهدت فرنسا ارتفاعا كبيرا في عدد الشباب الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام، خاصة منذ اندلاع حرب غزة، حيث ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من 80 في اليوم إلى 400 في بعض الأحيان، ولا يقل العدد عن 300 مسلم فرنسي جديد كل يوم.
وفقا لتصريحات عبد الله بن منصور، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، فإن عدد الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام في فرنسا وحدها منذ اندلاع الأزمة وخلال شهرين تقريبا يقدر بحوالي 20 ألف شخص، معظمهم من الشباب.
وعندما سُئل بن منصور عن سبب رغبة هؤلاء الأشخاص في اعتناق الإسلام، قال: “كان أغلبهم يقولون: ‘إن الصبر والرضا واليقين والشعور بالطمأنينة والأمان والسلام الذي وجدناه في أهل غزة رغم فداحة مصابهم وفقدانهم لعائلاتهم وأحبابهم وبيوتهم وأموالهم جعلنا نسأل عن السر وراء هذا فوجدناه في الإسلام والقرآن، فقلنا ما هذا الدين العظيم الذي يملأ قلوب الناس وحياتهم بهذا اليقين والأمان والسلام الذي نفتقده في حياتنا؟ فقرأنا عن الإسلام واقتنعنا بالقرآن وقررنا أن ندخل في هذا الدين’”.
وأضاف بن منصور أن معظم الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام هم من الشباب، وكثيرون منهم فتيان، لكن الفتيات أكثر. ولا يتم منح شهادة الإسلام لمن هم دون الثامنة عشرة حسب القانون إلا بحضور الأبوين وموافقتهم. وما يثير الدهشة هو أن الأبوين في بعض الأحيان يأتون برفقة أبنائهم ويوقعون على الموافقة على دخول أبنائهم في الإسلام.
وعندما سُئل عن فائدة الشهادة في بلد علماني، قال بن منصور: “هي مهمة لتطبيق أحكام الإسلام الشرعية على المسلم في كل شيء حتى الوفاة والميراث”.
وأخيرا، عندما سُئل عن أغرب حالة مرت عليه، ذكر بن منصور قصة فتاة في الثامنة عشرة سألتها عن سبب دخولها في الإسلام، فقالت: “أحضرت القرآن مترجما وقلت سأقرأ فيه لأتعرف على هذا الإله الذي أنزل هذا الكتاب وهذه السكينة على قلوب هؤلاء الناس، وحينما بدأت القراءة لم أكمل ولكني توقفت وبكيت وانهمرت دموعي بشكل لم يحدث من قبل، وقلت هذا هو الإله العظيم الذي أريد أن أعبده وقررت أن أدخل الإسلام”.
هذه بعض الأمثلة التي حدث عنها عبد الله بن منصور، وهي تمثل فقط جزءا صغيرا من القصص الملهمة التي تروى عن الشباب الفرنسي الذين اعتنقوا الإسلام.
