مشهد جديد في مسلسل الخلافات الرياضية، حيث يقف محمد نور، أسطورة نادي الاتحاد، في قلب الأحداث مجددا بعد أن كشف الستار عن بعض الأسرار المهنية والشخصية، مسببا بذلك ضجيجا لم تخمد أصداؤه.
الألسن تلهج بالكلام، والأقلام ترقص على أوتار الجدل، حيث نجد حسن الناقور، العضو الذهبي لنادي الهلال، يرفع راية السخرية متشحا بالمزاح ليرد على ما قذف به نور بخصوص قدرته المنقطعة النظير على التسجيل “من أي مكان في الملعب”.
وكأن حديث نور قد أحاله في مخيلة الناقور إلى أسطورة كرة القدم الشهير “روبرتو كارلوس”. ولكن ميدان تويتر لا يعرف الرحمة، ولا يُسلم ساحته إلا لمن يتقن فن التعليق اللاذع.
تصريحات نور، التي أثارت ضجة في أوساط الرياضة السعودية، لم تغب عنها التعليقات المستفزة والآراء المتباينة. وها هو الناقور يدخل الحلبة بفيديو ساخر يلخص قدرات محمد نور، موجها ضربة ساخرة مستخدما الدليل البصري في محاولة لتحطيم منطق الأسطورة “نور”. ليطرح بذلك سؤالا تلوح إجابته في الأفق: هل أصبحت السخرية والتهكم جزءا لا يتجزأ من التفاعل الرياضي؟
مثل هذه الحوادث تُذكِّر بخطورة التعاطي مع التصريحات والانفعالات في عالم الرياضة وضرورة توخي الحذر؛ إذ يمكن أن تتحول تلك التصريحات من مجرد غيمة صيف إلى عاصفة قادرة على إثارة الفتن وزعزعة استقرار المنظومة الرياضية.
ويجب أن نعي جيدا أن أساس الرياضة هو الروح الرياضية المفعمة بالنبل والاحترام المتبادل. وعلى الرغم من احتدام النقاشات وتلاطم أمواج الجدل، فإن على جماهير الرياضة ألا تنسى أن الفوز الحقيقي هو الذي يُحقق في ظل تقدير الخصوم واحترام التاريخ الذي يجمع بين الأندية المختلفة.
وعلى المنافسين أيضا أن يعيشوا تلك التنافسات بأخلاق تعكس جمال اللعبة وقيمها، بعيدا عن الاستهزاء والتهكم الذي يخدش صفو المنافسة الشريفة، لمنع أن تتحول لعبة كرة القدم السعودية إلى معترك للخصومة على ساحة الملعب أو منصات الاتواصل الاجتماعي.
