يعود مسلسل “المؤسس عثمان” بجزئه الرابع إلى الشاشات ليشعل نار قيامة الإمارة العثمانية التي لا تنفك عن مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية والكثير من الصراعات المعقّدة مع المغول والبيزنطيين والفايكينغ أيضا، إلى جانب أعداء الداخل في القبيلة والدولة السلجوقية وأسياد الأناضول، ليقدم هذا الموسم فصولا ملحمية في تاريخ تأسيس عثمان والصمود من أجل استقرار العالم الإسلامي.
عثمان يكسب إمبراطور روما صديقا له
تنطلق أحداث الموسم الرابع بذهاب عثمان إلى القسطنطينية وذلك لإنقاذ الإمبراطور أندرونيقوس من محاولة اغتياله والانقلاب على حكمه، وذلك بعد تلقيه معلومات من مساعده كونور الذي ذهب في مهمة سرية إلى القسطنطينية لتقصي أخبارها، ويواجه عثمان هنا أعداء الإمبراطور وعلى رأسهم الأمير كانتاكوزانوس وأولوف قائد الفايكينغ، ويفشل مساعيهم في قتل الإمبراطور.
يتمكن عثمان هنا من تقوية صداقته بالإمبراطور، ولكن الفتنة لا تتوقف هنا بل يتم اللعب بعقل الإمبراطور وتقليبه على عثمان، وينجحون في تسميمه وإلقاء تهمة ذلك على ابنته الأميرة والتي يقوم كانتاكوزانوس بملاحقتها والقضاء عليها واتهام عثمان بقتلها، وهذا ما يجعل الإمبراطور في حرب مباشرة مع عثمان.
كما يقوم عثمان بعقد أول ديوان له في يني شهير بعد نقل مركز حكمه وقواته إلى المدينة، ويبدأ هنا بتأسيس النظام وأسس الحكم العادل، وذلك بمساعدة من الفقيه دورسون الذي كان أول قاض يتم تعيينه في عهد عثمان، ويقوم عثمان بتسليم مفاتيح قلعة كاراجا حيصار إلى ابنه أورهان، فيما يستمر علاء الدين (ابن السيدة بالا) بتلقي تعليمه على يد الفقيه دورسون إلى جانب تعلم القتال بالسيف.
يستمر عثمان بالفتوحات ويتمكن من فتح قلعة مرماراجيك، ويسعى أيضا لفتح قلعة كوبر هيسار التي ستكون السبيل الوحيد لفتح مدينتي بورصة وإيزنيك اللتين تشرفان على القسطنطينية.
والدة السلطان تتحالف مع روما للقضاء على عثمان
ومع انتشار صيت عثمان يقوم السيد بايندر بإرسال رسالة إلى السيدة أسمهان والدة الأمير علاء الدين في قونية، والذي يكون قد اعتلى العرش فجأة وهو في سن صغيرة بمساعدة من المغول وفقا لما كشفته مجريات الأحداث، وذلك بعد تسميم السلطان مسعود الذي يواجه خطر الموت لاحقا. وكان سبب بايندر في قيامه بذلك هو حرمانه من المشاركة في عملية توزيع غنائم قلعة مرماراجيك وهذا ما آثار الضغينة في نفسه كونه يحب الذهب حبا جما.
تأتي أسمهان إلى يني شهير وتشكل تحالفا مع الأمير كانتاكوزانوس من أجل ضرب عثمان والتخلص منه، وتتم مهاجمة معسكرات السيد عثمان التي يجهزها للفتوحات ويتعرض لخسائر كبيرة، وكان أحد أسباب خسارته هو نشوب خلاف مع السيد تورغوت الذي استولى على إيناغول ورفض مساعدة عثمان في فتوحاته، وهذا ما ترك قبيلة الكايي والمعسكر عرضة للهجوم وتكبد خسائر كبيرة.
كما تعرض أورهان ابن عثمان إلى هجوم ماكر أفقده القدرة على المشي وأصبح مشلولا وعاجزا عن القيام بأي شيء أو حتى مساعدة ابيه في الفتوحات وقيادة القلاع، وذلك بعدما قامت زوجة السيد أوكتام بالتعاون مع زوجة أولوف للقضاء على وريث عثمان الأكبر بمساعدة من خادمتها التي أرسلتها إلى القبيلة كجاسوسة بالإكراه، وهنا يبحث عثمان جاهدا عن علاج لابنه أورهان.
وبعد كل هذه الخسائر يقرر عثمان الذهاب إلى قونية للقاء السلطان الذي يكتشف وقتها أن علاء الدين ابن أسمهان هو من اعتلى العرش وأن السلطان مسعود قد جرى تسميمه وسيتم قتله على يد المغول، وهنا يخاطر عثمان بحياته لإنقاذ السلطان وينجح في ذلك ويذهب به إلى سوغوت ليكون برفقة الشيخ أديب علي.
تقوم السلطانة بحملة على سوغوت لأخذ السلطان، ولكن ينجح الشيخ أديب علي في إخفاءه ويقع الشيخ في الأسر، وهنا تدرك بالا ما حل بأبيها وتذهب لتحريرح ولكنها تقع في الأسر كذلك، ويقوم هنا عثمان بمقايضة السلطان بزوجته بالا والشيخ وفقا لما طلبته أسمهان، ولكن تقوم السلطانة بخديعة وتحاول إعدام بالا وأبيها الشيخ، ولكن عثمان يفشل هذه المخططات، ولكن يقع الجميع في الأسر بعد قدوم السلطان علاء الدين إلى مرماراجيك.
نهاية فتنة روما ونمو صراع جديد مع المغول
تتصاعد أحداث مسلسل المؤسس عثمان وتقوم أسمهان بتسليم عثمان إلى الأمير كانتاكوزانوس وأولوف ولكن محاربوا عثمان يكونون متأهبين لخطة محكمة لإنقاذ سيدهم، كما أن الأمير كانتاكوزانوس يكون يسعى خلف القطعة الخشبية المقدسة التي حصل عليها عثمان من الأب غريغور في الموسم الثالث، ويتمكن عثمان من إلحاق الضرر بأولوف وقتل أحد إخوته، ومن ثم إيقاع الأمير كانتاكوزانوس في فخه وقتله.
تقوم السلطانة أسمهان باستغلال السيد أوكتام الذي قدم إلى المنطقة الحدودية من أجل الفتوحات، كما تستغل زوجته وابنته من أجل إثارة التفنة بين أكتيمور ابن جوندوز أخ السيد عثمان وبين عثمان نفسه، وتفرض سيطرتها على مرماراجيك، ويتمكن أولوف من السيطرة على إيناغول بالخديعة، في وقت يكون فيه المغول قد وصلوا إلى المنطقة على رأس جيش كبير يقوده القائد التاريخي نايمان.
تقوم أسمهان بالاستيلاء على قلاع عثمان (بيلاجيك وكومولوجا هيسار وين هيسار)، وتقوم بتسليمها إلى ثلاثة أسياد أتراك ادعوا أنهم خرجوا عن حكم عثمان، ولكن اكتشفت اللعبة وهذا ما دفعها لإرسال محاربي أولوف لحكم القلاع بالشراكة مع الأتراك، كما سرقت المعادن الثمينة التي كان يريد عثمان أن يصك عملته بها.
يعقد مجلس الحرب ويشارك فيه أسياد الأناضول الذين دعتهم أسمهان إليه للحصول على دعمهم، ويشارك عثمان في الديوان الذي عقدته أسمهان، ويقدم خطته العسكرية التي سيجابه بها جيش المغول المكون من 40 ألف جندي بنحو 20 ألفا فقط في حال دعم أسياد الأناضول له، مشيرا إلى قيام نايمان بتوزيع جنوده إلى عدة مجموعات وإرسالها إلى إمارات أسياد الأناضول ولذلك يجب عليهم عدم جلب جيوشهم كاملة وترك مدنهم بلا دفاعات، ولكن أسمهان ترفض تصديق عثمان وتخرجه من الديوان بمساعدة من السيد يعقوب الذي يعتليه الكبر والغرور.
يأتي نايمان إلى ديوان أسمهان ويكشف عن هويته ويدب الرعب في قلوب جميع الأسياد، ويخبرهم بأن عثمان كان محقا في كلامه وأنه أرسل جيوشه لمحاصرة إمارات الأسياد بما فيهم إمارة السيد قاراصي والسيد يعقوب حاكم بنو غرميان، وهم الآن في قبضته ولا يستطيعون مجابهة نايمان.
نايمان يؤسس لصداقة مع عثمان عبر ابنه الأمير أورهان
يذهب نايمان بعد ذلك إلى قبيلة الكايي، لأن عثمان فقد قلاعه وسيطرت أسمهان على يني شهير، ويقابل عثمان نايمان، ويدعوه إلى قيادة جيش المغول والقيام بفتح البلاد من الشرق والغرب والحصول على المال والسلطة، ولكن عثمان يرفض عرضه ويعرض عليه لإسلام والمشاركة في الفتوحات.
ويحدث هنا ما لم يكن متوقعا، إذ يقوم نايمان بمعالجة أورهان الذي تعرض للتسميم من قبل زوجة أوكتام، ويقدم العلاج المناسب لعثمان ليظهر حسن نيته ويستعرض قوته، ويقبل عثمان العلاج ولكن يرفض المشاركة في الحرب معه.
يعود تورغوت على وعيه بعدما أرشده الدرويش كومرال عبدال إلى الطريق الصحيح، ويساعد عثمان في فتح قلعة إيناغول من جديد بمساعدة من بقية أسياد الأتراك، ويلقي القبض على السفاح أولوف، ولكن يكتشف عثمان أن نايمان سيطر على قلعة مرماراجيك وأسر السيد أوكتام، وهنا يقطع رأس أولوف مقابل رأس أوكتام.
يستعيد عثمان قلاعه ويعود بقوة لمجابهة نايمان، ويهاجم معسكره عدة مرات ويلحق به خسائر كبيرة، وهذا ما يدفع نايمان للتحالف منع البيزنطيين والحصول على المساعدة من القائد التاريخي فالنس أحد أشهر القادة في القسطنطينية، وهنا يهزم عثمان أسمهان في يني شهير ويستعيد قصره ومدينته ويتمكن من إخراج الوباء الذي أدخلته زوجة أولوف إلى المدينة، وينقذ محاربه كونور أيضا الذي تلقى أشد أنواع التعذيب.
إسقاط عثمان لقوى الشر في قونية
يذهب عثمان إلى قونية سرا لإسقاط حكم علاء الدين ابن أسمهان، وذلك من خلال الحصان والخاتم الملكيان الذي حصل عليهما كهدية من أسمهان والسلطان علاء الدين سابقا، ولكن يكون نايمان بانتظاره ويلقي القبض على عثمان ومسعود ويقرر إعدامهما في صباح اليوم التالي، ولكن هنا تحدث مفاجأة كبيرة.
تمكنت السيدة بالا من الذهاب إلى أرغون خان حاكم الدولة الألخانية والقائد الأعظم للمغول الذي أعلن إسلامه في وقت سابق، وتأتي بمساعدة كبيرة ورسمية لإلقاء القبض على نايمان وسحب المغول من المنطقة، وينجو عثمان ومسعود من الموت، ويقوم عثمان بأسر نايمان ونفي أسمهان وعلاء الدين وإعادة مسعود إلى عرش الدولة السلجوقية.
يرفض عثمان تسلي رأس نايمان ويقوم بقطع رأسه، ويتحول لمجابهة غضب الدولة البيزنطية التي يحاول مسعود دعمه في حربه ضدهم، ولكن يتمكن الحاكم والقائد فالنس، وياتي بجيش عرمرم من القسطنطينية لاستعادة كل ما سيطر عليه عثمان وليقضي على بقايا الدولة السلجوقية المتآكلة، ولكن يتمكن عثمان من إفشال حربهم ويسير نحو قلعة كوبرو هيسار التي أراد فتحها منذ بداية حلقات الموسم ولكن أسمهان وأولوف أعاقا تقدمهما.
كما يتمكن من القضاء على جيش فالنس الذي قدم من الغرب عبر البحر، ويوقع فالنس قتيلا ويتمكن من إلحاق أكبر الهزائم بالإمبراطورية البيزنطية حتى تاريخه.
الزواج في زمن الحرب انتصار للتركي
لاحقا تتزوج آل شيشيك ابنة السيد أوكتام من أكتيمور ابن جوندوز، ويقام العرس في قلعة مرماراجيك ويتزوج جيركوتاي من السيدة أولجين التي طلبت والدتها مهرا كبيرا لقاء القبول بجيركوتاي كزوج لابنتها، ولكن السيد بايندر يساعد جيركوتاي ويدفع المهر كاملا، وذلك بعدما انضم لصف عثمان واكتشف خطأه وعاد عنه ليكمل بقية حياته محاربا لدى عثمان.
بعد ذلك يدرك السلطان مسعود أن شعلة الدولة السلجوقية ستنطفئ بعد كل ما خاضته من حروب وفتن أنهكت كاهلها، ولكي بعبر مسعود عن دعمه لعثمان ويسهم في إنشاء دولة إسلامية جديدة، يأمر السلطان بتوجيه العلماء ورجال الدين والفقه إلى يني شهير، ويأمر بأن تكون الخطب والكتب الرسمية موقعة باسم السيد عثمان وختمه، ويعلن عثمان بعد ذلك في خطبة له عن قيام إمارته وصك عملته.
وبهذا يكون قد انتهى الموسم الرابع بفتح عثمان لقلعة كوبرو هيسار التي تفتح الطريق إلى مدينتي بورصة وإيزنيك، والتي كانت السبيل لفصل المدينتين عن بعضهما وقطع الطرق التجارية وطرق الإمدادات، وهذا ما سيسهل على عثمان إمكانية فتحهما لاحقا من خلال السيطرة على عدة قلاع استراتيجية هي ليفكه وكاستل وكيتا وأطرانوس التي تشكل جبهة دعم قوية لحصار مدن بورصة وإيزنيك أكبر مدن البيزنطيين.
هذا العمل الكبير ليس مجرد مسلسل ترفيهي، بل رحلة ملحمية تروي بدايات إمبراطورية عظيمة، مما يجعله محط أنظار الجماهير الباحثة عن الإثارة والتاريخ.
لمتابعة حلقات مسلسل المؤسس عثمان يمكنك الحصول عليها عبر موقعنا عبر الرابط من هنا، أو الانضمام إلى قناتنا عبر التليغرام والمشاهدة بدون الخوف من تقطع الإنترنت.
من هم أبطال مسلسل المؤسس عثمان؟
البطل الأساسي في مسلسل “المؤسس عثمان” هو الممثل بوراك أوزجيفيت، الذي يلعب دور السيد عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه، وهو الشخصية الرئيسية الذي يروي قصة نشأته ومغامراته في تأسيس الدولة العثمانية. كما تظهر شخصيات أخرى مهمة مثل بوران ألب (يجسده الممثل يغيت أوشان)، وهو المساعد الأول والأهم بالنسبة لعثمان فهو خازن الأسرار والمرافق الدائم له، ويساعده لاحقا في شؤون الحكم والإدارة وتأمين الحماية له ولعائلته.
كما تعد شخصية بالا خاتون أحد أبطال العمل الرئيسيين (تلعب دورها الممثلة أوزجه تورير)، وهي ابنة الشيخ أديب علي الذي يتبع له الآخيون والأخوات، وتقلت تدريبها وتعليمها منذ الصغر على يد والدها فقط الذي عوضها عن والدتها التي توفيت عند ولادتها، لتصبح لاحقا زوجية السيد عثمان التي تنشغل في أعمال إدارة القبيلة وسوغوت ويني شهير وتأمين متطلبات الأهالي ومساعدتهم، ناهيك عن دورها الكبير في كثير من الفتوحات التي قام بها عثمان.
كما يعد الشيخ أديب علي (يلعب دوره الممثل سيدا يلدز) الإنسان الذي ساهم في بناء شخصية عثمان الدينية العادلة والذي أعطاه الكثير من الدروس والحكم على مدار حلقات الموسم، وهذا ما صقل شخصية عثمان أكبر وجعله عادلا في حكمه وتصرفاته، إضافة إلى أن أديب علي ساهم في إدخال الكثير من الشخصيات في الإسلام ممن كان يحارب عثمان، لعل أبرزهم جيركوتاي (يلعب دوره الممثل شاغري شنسوي) الذي مان قائدا مغوليا ولكن شهامة عثمان وقوة إيمانه أدخلت النور إلى قلب جيركوتاي وهذا النور قام بإكماله كل من الشيخ أديب علي والسيد بامسي (يلعب دوره الممثل نور الدين سونمز) الذي كان الأب الروحي لجيركوتاي وكانا رفيقا درب خلال عدة حلقات، ليصبح جيركوتاي لاحقا أحد أهم المحاربين والفاتحين في عهد السيد عثمان.
هؤلاء الأبطال يقدمون أدواراً مهمة في تطوير الحبكة الدرامية والسرد في المسلسل، وتأثيرهم يكمن في تشكيل وجهة نظر الجمهور حول قصة تأسيس الإمبراطورية العثمانية.
قبيلة الكايي وحكايتها مع تأسيس الدولة العثمانية
قبيلة الكايي (أو القايي) هي إحدى أعظم القبائل الـ24 التي تنتمي لشعوب الأوغوز التركية، وهي إحدى الفروع التابعة لاتحاد بوزوق القبلي. وكلمة كايي تعني (الشخص الذي لديه القوة والسلطة)، ورمزها طائر السنقر الذي يعتبر أضخم أنواع الصقور.
جاءت قبيلة الكايي مع السلاجقة في القرن الـ11 إلى الأناضول قادمين من آسيا الوسطى، واستقر بعض أفراد ومجموعات قبيلة الكايي في منطقة البلقان في القرن الـ14.
يكتنف الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة الكثير من الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وكل ما يُعرف عنها أنها وصلت إلى أعالي الجزيرة بين دجلة والفرات في عهد زعيمها كندز آلب، وسكنت في المراعي المجاورة لمدينة اخلاط في منطقة الأناضول الشرقية، ثم توفي كندز آلب في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، ليترأس القبيلة ابنه سليمان شاه، ومن بعده حفيده أرطغرل، وما تزال أحجار وقبور الكثير من الأجداد من بني عثمان من قبيلة الكايي متواجدة في تلك المنطقة.
هاجر أرطغرل مع عشيرته لاحقا إلى مدينة إرزينجان، وكانت مسرحا للقتال بين سلاجقة الروم والخوارزميين، فالتحق بخدمة الأمير علاء الدين سلطان قونية، التي تعد الإمارة السلجوقية الرئيسية للدولة، والتي تأسست عقب انحلال الدولة السلجوقية العظمى.
ووفقا للمعلومات التاريخية فقد تركت قبيلة الكايي منطقة أخلاط حوالي سنة 1229 م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، وبفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي، لتهاجر إلى حوض دجلة.
وبدأ أفراد قبيلة الكايي بالنزوح والهجرة من الشرق إلى الغرب كغيرهم من قبائل الأوغوز التركية الأخرى في زمن السلاجقة، حتى وصلوا إلى الأناضول وتحديدا إلى المناطق الغربية منها، وأسس السيد عثمان هناك الدولة العثمانية في الأناضول (آسيا الصغرى).
في تركيا الحالية، تُعتبر محافظة بيله جك (بيلاجيك) هي مركز قبيلة الكايى، وترجع أصول سلالة العثمانيين الذين كانوا حكام الدولة العثمانية والخلافة العثمانية إلى هذه القبيلة نفسها.
تميزت قبيلة الكايي وعلى الرغم من صغر حجمها ووقوعها غرب الأناضول بأنها كانت بعيدة عن مناطق الغزو المغولي، ومناطق النفوذ للإمارات التركمانية القوية الواقعة جنوب الأناضول والجنوب الغربي، إضافة إلى وقوعها بالقرب من الطريق التجاري الذي يربط المناطق البيزنطية في الغرب بالمناطق المغولية في الشرق.
وهذا ما جعل قبيلة الكايي الإمارة الوحيدة التي تواجه نفوذ البيزنطيين مباشرة والتي لم يقم البيزنطيون بمهاجمتها لصغرها وضعفها آنذاك، وهذا ما جعلها مركزا لكثير من التركمان الراغبين في الغزو والجهاد، إضافة إلى الدراويش والمزارعين الذين فروا من بطش المغول.
استطاعت إمارة الكايي أن تحافظ على وحدتها رغم الصعوبات والخلافات الداخلية التي واجهتها، ولكن انتقال السيادة والسلطة إلى وريث واحد وهو الغازي عثمان، سمح بالحفاظ على وحدة الصف في القبيلة مقارنة ببقية القبائل والإمارات الأخرى التي شهدت عكس ذلك.
أرقام ومعلومات مهمة عن مسلسل المؤسس عثمان
استشهادا بالمعلومات التاريخية المثيرة للاهتمام، يشير الخبراء إلى وجود تناقضات واضحة في مسلسل “المؤسس عثمان”. يبدو أن مبتكري المسلسل قد ارتكبوا أخطاء في التواريخ وأعمار الشخصيات الرئيسية.
فقد توفي أرطغرل في عام 1281 ميلاديًا وعن عمر يناهز 93 عامًا، بينما كان عثمان في سن 21 في ذلك الوقت. ومع ذلك، في المسلسل، كان أرطغرل على قيد الحياة بينما كان عثمان قد بلغ عمر الـ23، وهو أمر غير ممكن بالطبع. وتشير المعلومات التاريخية إلى أن أرطغرل توجه قبل وفاته إلى قونية، وبحسب أحداث المسلسل، كان عمره حوالي 85 عاما، ولكن وفقًا للسجلات التاريخية كان أكبر سنا.
هناك أيضاً تضارب زمني آخر يتعلق بلقاء عثمان ببالا خاتون. ففي المسلس، حدث هذا عندما بلغ عثمان سن 23 عاماً، لكن في الحقيقة تزوج عثمان منها عندما كان عمره 19 عاماً. وكان والدها أديب علي من رفاق أرطغرل وكانوا مقربين جدا، لذا من غير المرجح أن يكون عثمان لم يلتق بالفتاة من قبل.
ومن المعروف أن وريث أرطغرل أصبح حاكما في سن 17 عاما في عام 1277 ميلادياً. العديد من البيليكات التي ذُكرت في المسلسل لم تكن موجودة في بداية حكمه، فالدول الصغيرة التي كانت موجودة في تلك الفترة كانت: أرتوقيد، تشوبان أوغلاري، كارامانيد، إينانج أوغلاري، منتيشه، برفانيه، وصاحب أتاغولاري.
هذه التناقضات الزمنية قد أثارت استغراب الجمهور، حيث يحاول المسلسل أن يقدم صورة مثالية للتاريخ، لكن التفاصيل التاريخية الصحيحة تكون أكثر تعقيدا وواقعية.
حقائق حول مسلسل المؤسس عثمان
في خطوة غير مسبوقة لإعداد مسلسل “المؤسس عثمان”، خضعت فرق العمل والممثلون لتدريبات مكثفة لمدة تسعة أشهر قبل بدء التصوير، حيث تلقى الممثلون دروساً في ركوب الخيول وفنون السيوف، وتدربوا على استخدام الأسلحة القديمة وركوب الخيل. تجربة تدريبية شملت الصيد وفنون الحرب في المناطق الجبلية والغابات، حيث بنوا ملاجئهم وبحثوا عن الماء وطهوا طعامهم.
- تعتبر المساحة التصويرية فريدة من نوعها بتقسيمها إلى قوى صديقة وأعداء خلال التدريبات.
- تم بناء 300 قطعة أرضية لموقع “كايي”، بما فيها المعسكرات البيزنطية، وبحيرة صناعية، ومدن ومواقع لقبائل التركمان.
- تم صنع 103 خيمة بأيدي بشرية من قماش قوي ومرن خلال عام واحد، وتم استيرادها من تركمانستان.
- استخدم في بناء الديكورات 250 ألف متر من الصفائح المعدنية، 1000 متر مكعب من الخشب، 500 متر مكعب من البوليسترين الرغوي، 300 طن من الصخور الفلزية، و15 طن من الدهان والمذيبات.
- صُنعت 120 زياً للشخصيات الرئيسية باستخدام 50 ألف متر من الأقمشة العتيقة المستعملة.
- استغرقت عملية صنع الأسلحة ستة أشهر، حيث صنع فريق فني مكون من 150 شخص آلاف من السيوف والدروع والخناجر والرماح وأسلحة القوس والأثاث القديم وأدوات الحياة اليومية والإكسسوارات.
- شراء 70 حصاناً وبناء مربط لتصوير المشاهد التي ستتضمن أيضاً مشاهد بعض الحيوانات مثل الماعز والأغنام والطيور والثعابين والفئران والعقارب.
بالإضافة إلى 40 ممثلاً للأدوار الرئيسية، سيشارك 150 ممثلاً آخرين في الأدوار الثانوية و5000 شخص كـ”كومبارس”، بالإضافة إلى فريق تصوير يضم 400 شخص.
مخرج المسلسل محمد بوزداغ كتب في حسابه على إنستغرام: “تاريخ عثمان مرتبط بسلسلة من الأحداث – لولا نجاحات عثمان غازي، لما سيطر السلطان محمد الفاتح على إسطنبول ولم يقود بارباروسا السفن، لذا: تاريخ عثمان هو تاريخ لنا جميعاً. نحن جميعاً عثمانيون”.
